السبت، 31 يناير 2015

رفقاً بنا ... يا شعب مصر العظيم لواء دكتور محسن الفحام

لواء دكتور محسن الفحام (رفقاً بنا ... يا شعب مصر العظيم)
''رفقاً بنا يا شعب مصر العظيم ..فنحن نحارب خفافيش الظلام، نحارب أقوى أجهزة المخابرات في العالم، إنها يا سادة حرب وجود و ليست مواجهة إرهاب...نعم هناك تقصير و نقص في الخبرات لمواجهة تلك النوعية من الحروب الشاملة إعلامياً و اقتصادياً و سياسياً و إجرامياً و لكننا نحاول ونجتهد. ولا نتوانى عن التضحية بأروحنا ودمائنا من أجل الوطن، نستمد قوتنا وعزيمتنا من دعائكم لا تبخلوا عن الدعم والدعاء لأبنائكم''.
كانت هذه كلمات أحد القيادات الأمنية الشابة الواعدة والذي اعلم جيداً مدى مصداقيته وعزيمته المخلصة لتنفيذ ما قاله ومعه جميع أبناء الشرطة المخلصين، الذين وهبوا انفسهم دفاعاً عن وطنهم ..وقد سمعت منه هذا الكلام قبيل تلك الليلة الظلماء التي استشهد فيها العديد من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين في مذبحة العريش الأخيرة، في أخر عمليات الجماعات الإرهابية الخسيسة والتي استهدفت الكتيبة 101 التابعة للقوات المسلحة ومديرية أمن شمال سيناء و بعض الأكمنة الامنية المنتشرة في العريش.
بدأت استرجع ما حدث الاسبوع الماضي منذ الخامس والعشرون من يناير حتى اليوم، لأجد تزايداً في العمليات المسعورة التي يقوم بها قتلة مأجورين لزعزعة استقرار البلاد و ترهيب العباد، وأجد ايضاً تلك الوجوه الكئيبة التي حازت علي كراهيتنا لهم بامتياز على الفضائيات المختلفة وهم يتباكون على الشهيدة شيماء الصباغ، ويتجاهلون الشهيد النقيب أيمن الدسوقي الذي بثت جماعة أنصار بيت المقدس تصويراً لعملية اختطافه واغتياله، في مشهد ابكانا جميعاً إلا أصحاب تلك القلوب المتحجرة تجاه كل من هو يدافع عن الوطن الذي ينعمون بالعيش فيه .
ثم جاءت تلك العملية الارهابية الأخيرة التي وقعت في العريش ليتجاهل هؤلاء و معهم بالطبع بعض اعضاء ما يسمى بجماعات حقوق الإنسان، الذين يعملون معهم طبقاً لأجندات معينة نعرفها جميعا، حيث لم يصدر عنهم أي اشارة أو بيان أو حتى نعي لأرواح هؤلاء الشهداء، وبالطبع لابد أن يكون للخبراء الأمنيين دوراً في الإسقاط على الاداء الامني و اتهامه بالتقصير وبضرورة استبعاد وزير الداخلية لعل أحدهم يتولى منصبه بدلاً منه دون أن يشعروا انهم يزرعون بذلك الإحباط و التوتر لدى ابناءهم من رجال الشرطة في مواقعهم المختلفة .
تواصلت مع بعض الزملاء من القيادات الأمنية الحالية حيث تأكدت منهم أن معظم المواجهات الامنية التي تمت ضد العناصر الارهابية مؤخرا قد حققت نجاحات ملموسة في إطار السعي لتحقيق السيطرة الأمنية على مناطق و احياء لم تكن محل متابعة منذ فترات طويلة مثل حي المطرية الذي حاول المأجورين أن يجعلوا منه رابعة جديدة وحي حلوان الذي ظهر فيه العديد من العناصر الارهابية الموالية لجماعة الاخوان الارهابية، ناهيك عما يحدث في بعض المحافظات والتي كانت نتائج المواجهات لصالح الأجهزة الأمنية، لقد أصبح الفشل هو عنوان كافة محاولات تلك العناصر في مشاهد متكررة من أعمال جبانة وخسيسة، بدأت منذ عهد زعيمهم حسن البنا ومازالت حتى اليوم تمارس بنفس الأسلوب والنهج.
ولكن..وهنا يجب ان تكون لنا وقفة صريحة لابد منها، وهي ضرورة الاعتراف أن هناك بعض أوجه القصور سواء في المواجهة، أو في مجال جمع المعلومات أو رصد العناصر الإرهابية التي أصبحت خليطاً من المتأسلمين والجنائيين وأطفال الشوارع والمأجورين، لقد اتسع نطاق المواجهة فلم يعد قاصراً على العناصر الارهابية المتطرفة فقط بل اصبحت تشمل تلك الفئات التي أشرنا إليها ومن هنا تأتي صعوبة المواجهة، بالإضافة إلي تخوف العديد من الضباط خاصة الشباب منهم من تعرضهم لما تعرض له زملائهم من قبل في اعقاب ثورة يناير 2011 من محاكمات ومطاردات واستبعاد، بالإضافة إلي تلك العناصر التي تمكنت من دخول البلاد من المنافذ المختلفة ابان عهد جماعة الاخوان الارهابية واستقرارها في جبال ووديان محافظة شمال سيناء لتنطلق منه عملياتهم الارهابية الموجهة ضد الشرفاء من رجال الشرطة و القوات المسلحة.


لن أدعى أن لدى حلولاً لهذا القصور أو التقصير لأنني على قناعة أن القيادات الموجودة حالياً لديها الرؤية الأكثر وضوحاً مني، ومن هؤلاء الخبراء والاعلاميين، فالمعطيات والحقائق عندهم وبالتالي فإعادة النظر في الخطط الامنية و التدريبية و التسليحية، بل وتهيئة رجال الشرطة نفسياً لمواجهة تلك الاعباء الثقيلة عليهم و العمليات الارهابية التي يتعرضون لها يومياً قد تكون أكثر موضوعية و قرباً من الواقع بدلاً من الكلام النظري الذي يتحدث به الجميع دون أن يكون لديهم أي رؤية حقيقة لما يحدث على أرض الواقع، مع ضرورة تطبيق القانون بصرامة ودقة لمواجهة التظاهرات الارهابية و التخريبية.
أعود اخيراً لهذا الرجل الذي هزتني كلماته...كما قهرني ما حدث في العريش وابكانا جميعاً حزناً وكمداً على هؤلاء الرجال الذين يضحون بأنفسهم لاستقرار وطنهم، اقول له لا تحزن أيها القائد القادم..فها هو الشعب المصري جميعه معكم ..إلا قليل نعرفهم و نلفظهم ..والله من قبلنا معكم.. نعلم أنكم في معركة وجود و نعلم ايضاً عن يقين ان النصر قادمً لا محالة....حتى لو تأخر قليلاً.

اللواء الدكتور محسن الفحام يكتب ( نحو تحقيق وحدة وطنية حقيقية في مصر)

شهد الأسبوع الماضي ملحمة تاريخية تجسد الواقع الجديد الذي يعيشه الوطن بعد ثورة 30 يونيو 2013.. ففي اليوم الثالث من هذا الشهر حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي احتفالية الأزهر الشريف بالمولد النبوي و ناشد علماء الأزهر بضرورة العمل على تغيير الخطاب الديني بما يتلاءم مع التطور في الأفكار و المعتقدات التي بات يعتنقها الكثير من شبابنا ما بين التطرف و الإلحاد و يطالبهم بنشر الفكر الوسطي و القويم الذي قام الإسلام الصحيح على أساسه وانتشر بعد ذلك من خلال المبادئ التي أرساها والتي تدعو إلى الاعتدال و عدم اللجوء إلي التطرف او الغلو في الدين.. وبعد أربعة أيام وفي اليوم السابع من نفس الشهر يشارك الأخوة المسحيين في عيد الميلاد المجيد في اول زيارة من نوعها إلي الكاتدرائية المرقسية في العباسية لتهنئة البابا و الاقباط بعيدهم السعيد... و كم كانت سعادتنا جميعاً بهذه اللفتة الكريمة من قائد يعرف جيداً أين تقوده خطواته بعد أن أصبح متمكناً من معظم أدواته لتوجيه دفة البلاد إلي بر السلام و الأمان.
ولقد كنت دائماً أشارك أصدقائي الأقباط أعيادهم من خلال اتصالات تليفونية معهم عقب الانتهاء من صلواتهم ولم أكن اذهب إلي كنائسهم لمشاركتهم تلك الاحتفالات.. إلا ان هذا العام و بحكم كوني أحد قيادات حزب حماة الوطن الذي يرأسه الفريق جلال الهريدي مؤسس قوات الصاعقة شاركت في هذه الاحتفالات هذا العام.. ولا أخفي عليكم أنني كنت اعتقد أن تلك المشاركة سوف تكون روتينية وفي إطار الدعاية الانتخابية للحزب فقمت بمفردي دون ضجيج إعلامي بالتوجه إلى إحدى الكنائس بمنطقة مصر الجديدة حيث شعرت بالحفاوة و المحبة التي تسود المكان من جميع الذين تقابلت معهم مسيحين ومسلمين ووجدتني اتنقل بكل سعادة وانبهار بهذا الالتفاف الشعبي الحقيقي البعيد عن تحقيق أي مكاسب إعلامية أو دعائية بين عدد من الكنائس حتي وصلت إلى منطقة شبرا وكان خبر حضور الرئيس إلى مبني الكاتدرائية قد تم إعلانه على الحاضرين فسمعت وشاهدت دوي وهدير التصفيق والترحيب والتأييد لهذا الرجل الذي وهبه الله نعمة القبول من أبناء هذا الشعب خاصة البسطاء منهم.. حقاً كان دفء المشاعر أقوى بكثير من برودة الطقس في هذه الليلة الجميلة.
ومرة أخرى كان لرجال الشرطة الاوفياء القول الفصل في ضرورة ان يحتفل الاخوة الأقباط بأعيادهم في سلام و امان حتي ولوكان ذلك على حساب سلامتهم وامانهم الشخصي فهاهو الشهيد المساعد أول عيد فهيم يونان والشهيد الرقيب محمد أبوزيد - ونلاحظ هنا أن الأول قبطي والثاني مسلم - ، فرصاص الغدر والخيانة لم يفرق بينهما.. بل سوف يجمعهما بإذن الله في جنة الخلد.. كان الشهيدين مكلفين بحراسة كنيسة مارمرقس في المنيا حيث اغتالهما مجهولون كانوا على دراجة بخارية.. وفي اليوم التالي يستشهد الرائد ضياء فتحي وهو يحاول إبطال مفعول عبوة ناسفة بمنطقة الطالبية بالجيزة كان تستهدف محطة وقود لإحداث أكبر قدر من الخسائر بين العباد...
- نعم كان الشرطة حاضرة برجالها وشهدائها لتأمين تلك الاحتفاليات ودفعت مقابل ذلك ثلاثة من أعلى رجالها.. هم حالياً احياء عند ربهم يرزقون وذلك لكي ينعم اهلنا من الأقباط بتلك اللحظات السعيدة التي ينتظرونها كل عام .
- وبرغم شعوري بالسعادة لفرحة الشعب الحقيقية هذا العام.. مسلمين بمولد رسولهم الكريم محمد صلي الله عليه و سلم.. ومسيحين بعيد الميلاد لرسول السلام عيسى ابن مريم.. إلا انني كنت حزيناً على هؤلاء الشهداء الأبرار واسترجعت مقالاُ بتاريخ 2/7/2014 عن تفجيرات الاتحادية أشرت فيه ان المعركة القادمة سوف تكون مع العبوات الناسفة وسوف يتفنن الجبناء في تطويرها وأننا لابد أن نكثف الدورات التدريبية للضباط العاملين في هذا المجال بحيث تتواكب تلك التدريبات مع التطور النوعي في تصنيع تلك العبوات الناسفة.. وضرورة توفير المعدات وأجهزة كشف وابطال العبوات الناسفة عن بعد و الاستعانة بالخبرات الأجنبية المتميزة في هذا المجال من دول العالم المختلفة.. هذا بالإضافة إلى ضرورة مراجعة الاجهزة التي تم استيرادها مؤخراً للتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة حالياً للتعامل مع تلك المتفجرات، وذكرت ايضاً في هذا المقال أن المواجهة القادمة سوف تكون بين رجال الشرطة الشرفاء وبين العبوات الناسفة والألغام والمتفجرات.. وهي مواجهة غير شريفة للأسف عنوانها الخسة والجبن والندالة من هؤلاء الإرهابين الذي يعيثون في الأرض فساداً لتحقيق اكبر قدر من الخسائر و الدمار و القتل للأبرياء من ابناء هذا الشعب .
- ومرة اخري أناشد المسئولين في وزارة الداخلية – وأنا أعلم مدى الضغوط الملقاة على عاتقهم – بضرورة تدعيم إدارات المفرقعات بالكوادر المدربة على أعلى المستويات وزيادة اعداد السيارات الخاصة بالتشويش على ذبذبات الهواتف المحمولة التي تتسبب في تفجير العبوات الناسفة عن بعد.. والتوسع في استخدام اجهزة الإنسان الآلي المخصصة للتعامل مع تلك المتفجرات '' الروبوت''.. ومن هنا فإنني احذر أيضاً من تزايد أعمال التفجيرات وإعداد العبوات الناسفة خلال الأيام القادمة وصولاً إلى يوم 25 يناير القادم الذي سوف يحال أعداء الوطن استغلاله لعرقلة مسيرة البناء والسلام والتنمية.
وكل عام والمصريين جميعاً بلا استثناء ولا تفرقة بخير وسلام